طلعت السادات في أول حوار بعد خروجه من السجن: أقول للفاسدين: «انتبهوا.. المارد خرج من القمقم»

المصرى اليوم

حوار محمد حسام


طلعت السادات قبل السجن هو طلعت بعد الإفراج عنه، هذه الكلمات رددها النائب طلعت السادات في حوارنا معه فور خروجه من السجن الحربي بعد قضائه عقوبة الحبس سنة بتهمة الإساءة للمؤسسة العسكرية، ولم تكن عبارة السادات مجرد «كليشية» يردده، لكنه حاول إثبات ذلك من خلال إجاباته عن اسئلتنا.

مازال طلعت يمتلك شجاعة نقد النظام، والتصدي لمن يراهم أعداء له ولأسرته، ولم نلمح فيه أثرًا لعقوبة السجن سوي بعض المرارة من تقييد حريته، وهو عصي لا يقبل أن يكبح جماحه أحد.

* كيف قضيت فترة سجنك طوال الشهور الماضية؟

- من أصعب ما يواجه الإنسان تقييد حريته، ولكن أحمد الله علي المعاملة الطيبة التي لقيتها داخل السجن، ووفرت الإدارة لي كل ما طلبته من طعام وملابس، وكانت تحرص علي الكشف الطبي علي يوميا لأنني مصاب بمرض السكر، وحرص عدد كبير من السجناء (زملائي) علي رعايتي، والمضحك في الأمر أن كثيرين منهم تمنوا لو قضيت معهم عدة سنوات في السجن.

وإحقاقًا للحق كنت أتوقع مثل هذه المعاملة الكريمة من قبل المؤسسة العسكرية.

* بعد هذه التجربة (المريرة) هل ستحاول تغيير أدائك السياسي سواء داخل البرلمان أو خارجه؟

- من المؤكد أن ذلك لن يحدث و«أنا زي ما أنا»، وطلعت السادات قبل السجن هو طلعت بعد السجن، وسأكون أكثر حدة في أدائي كمعارض، خاصة في محاربة الفساد، وأقول للفاسدين وهم يعرفون أنفسهم جيدًا «انتبهوا المارد خرج من القمقم»، ولن أرحم كل من أساء لي أو لأشقائي.

* تعلم أنك محروم من حضور ١٠ جلسات لمجلس الشعب، فكيف تلقيت هذا القرار؟

- أعتقد أن الهدف من القرار هو منعي من حضور خطاب الرئيس مبارك في افتتاح الدورة البرلمانية، وهو قرار مخالف للقانون حيث لا يمكن توقيع عقوبتين علي جريمة واحدة.

* تعتقد دائمًا أن لك أعداء يتربصون بك، ونجحوا في إلقائك وراء القضبان؟

- أنا لا أعتقد ولكني متأكد من ذلك فهناك من يتربص بي وبعائلة السادات، وهناك أيضًا من يتخيلون أن ملاحقتنا هي الطريق لإرضاء الرئيس ومن حوله في الحكم.

* لكن الرئيس مبارك سمح لك بالخروج من السجن لتلقي العزاء في «حماتك».

- نعم سمح لي الرئيس بذلك وأشكره، ورفضت الخروج رغم أنها حماتي وخالتي في الوقت نفسه، لكنني توجهت لزيارة قبرها فور خروجي من السجن.

* وأنت في السجن، تم إسقاط العضوية عن شقيقك النائب أنور عصمت السادات في زمن قياسي، فما تعليقك؟، وهل تضع هذا ضمن ما وصفته بالتربص بعائلتك؟

- شقيقي محمد يتحمل جانباً من المسؤولية فيما حدث له حيث أعطاهم الفرصة لاصطياده بعد أن تقاعس عن إنهاء الموضوع قبل أن يصل إلي مجلس الشعب، واللافت أن المجلس سارع بإسقاط عضويته، رغم عدم تناوله قضايا أخطر بكثير، مثل قضية هروب نائب الشوري ممدوح إسماعيل صاحب العبارة «السلام ٩٨» الذي قتل أكثر من ألف مواطن، كما تناسي عددًا من قضايا نواب الحزب الوطني مثل الهاربين من التجنيد ومزدوجي الجنسية.

* المجلس قبل استقالة النائب الهولندي إلهامي عجينة.

- ولماذا لم يسقط عضويته واكتفي بقبول استقالته، مع العلم أن هذا تم بعد أن وقع الجميع في حرج بعد التسرع في إسقاط عضوية شقيقي والسؤال الذي يشغلني الآن، لماذا كل هذه الإجراءات الاستثنائية ضدنا؟، وهل لا يوجد في مصر غير طلعت ومحمد وزين السادات.

* بمناسبة شقيقك زين السادات، هل سجنك، وإسقاط عضوية محمد السادات كانا سببًا في انسحابه من انتخابات مجلس الشوري؟

- لو كنت خارج السجن لاستمر زين في المعركة حتي النجاح، لكنه تعرض لضغوط هائلة بعد أن حاصرت قوات الأمن المركزي القرية، وتم حبس أنصاره في مراكز الشرطة، وتلفيق المحاضر لهم بالاتجار في المخدرات وتسهيل الدعارة، ولهذا آثر الانسحاب حماية لهؤلاء، ويعلم الجميع أن مرشح الحزب الوطني الفائز لا يعرفه أحد في الدائرة، وأعتبر شقيقي زين ناجحًا رغم كل ما حدث.

* هل ستواصل معركتك سعيا لرئاسة حزب الأحرار؟

- لن أتنازل عن حقي في ذلك، وسأتصدي لكل من يزعم أنه رئيس للحزب، وللعلم عرضت علي صفوت الشريف بصفته رئيسًا للجنة شؤون الأحزاب أن أستقيل من عضوية مجلس الشعب مقابل موافقة اللجنة علي رئاستي للحزب لكنه رفض.

* ما رأيك في بيان ابن عمك جمال السادات حول رفض أسرة الرئيس الراحل أن تتحدث باسمهم؟

- رغم البيان فمن حقي الحديث فيما يتعلق بي أو بعمي الرئيس السادات، ولا أتشرف بالعلاقة مع جمال السادات الذي غرق في الوحل، وحصل مقابل صمته علي نسبة ٥% من شركة المحمول الثالثة، وتقدر هذه النسبة بمليار جنيه.

* وهل سيتم الصلح بينك وبين رقية السادات بعد أن طلبت رفع الحصانة عنك، واتهمتك بالسب والقذف في حقها؟

- مش أي واحد يعرف يرفع عني الحصانة، ولن أسعي لمصالحة رقية لأنني ببساطة لم أخطئ في حقها.

* علمت أنك كنت مشغولاً في الأيام الأخيرة لك في السجن بترتيب مراسم الاحتفال بخروجك؟

- نعم، وفي معظم زيارات أقاربي كنت أوجههم لما يجب عليهم عمله من تعليق لافتات التهنئة، وحراسة كل «يافطة» حتي لا يمزقها رجال الشرطة، وتجهيز مولدات الكهرباء حتي لا يستطيع أحد قطع التيار خلال المؤتمرات، فأنا أعرف ألاعيب وزارة الداخلية جيدًا.

* وهل نسيت مشاكل دائرتك؟

- من قال هذا كنت أحلها وأنا داخل السجن أيضًا وساهمت في الصلح بين كثير من العائلات، ولم أترك مشكلة بلا حل.

* كيف ستتعامل مع النائب البديل لشقيقك في دائرة «تلا»؟

- لا أعتقد إمكانية التعاون بيننا، وعليه أن يتحمل نتيجة أعماله أمام أهالي الدائرة، بعد أن حصل علي عضوية البرلمان بالقوة الجبرية، وعمومًا إن أراد مني شيئًا فأهلاً به وسهلاً.

* هل تلقيت اتصالاً من أحد من المعارضة فور خروجك من السجن؟

- تلقيت عددًا هائلاً من التليفونات من رموز المعارضة، ومن بعض المسؤولين لتهنئتي بالإفراج.

* هل تشعر بالظلم؟

- وصلتني الرسالة.. فالسجن جزاء كل من يثير أي قضية حساسة أو ينتقد كبار المسؤولين، وأنا لم أقم بإهانة المؤسسة العسكرية، وسبق أن اقترحت «عبر رسالة إلي مجلس الشعب مع وكيل المجلس عبد العزيز مصطفي» خلال مناقشة التعديلات الدستورية الأخيرة أن يحل القائد العام للقوات المسلحة محل رئيس الجمهورية حال وجود مانع دائم أو مؤقت.

* جاء ضمن اقتراحاتك أيضًا أن يكون المرشح للرئاسة متزوجًا ويعول، ولا يمت بصلة قرابة للرئيس المنتهية ولايته.

- نعم اقترحت هذا حتي لا يتولي الرئاسة- ومسؤولية أكثر من ٧٠ مليون مصري- من لم يعل أسرة مكونة من عدة أفراد.

* هل كنت تتمني تدخلاً دوليا في قضيتك مثلما حدث مع زميلك النائب السابق أيمن نور؟

- أيمن نور رجل وطني بمعني الكلمة، ولم يلجأ للدول الخارجية للإفراج عنه، لكنهم تدخلوا بعد مرضه وتعرضه لخطر الموت داخل السجن، وعن نفسي لم أتمن أن تتدخل دولة مهما كانت لحل مشكلتي، وسيذكر التاريخ أنني دخلت السجن في قضية رأي، ولم أرتكب جريمة مخلة بالشرف.

0 comments :

إرسال تعليق