الاهرام
بقلم محمد السعدني
ذراع الدوله الاعلامي..!
لا نريد لعدوي الخصخصه المريره لقطاعات الانتاج- الذراع الاقتصاديه للدوله- ان تنتقل الي الصحافه القوميه, ولا نريد للوصفه ذاتها التي اضعفت القطاع العام وكبلته بسوء الاداره والقيود والديون والبيروقراطيه والفساد, ان يجري تطبيقها قسرا علي ذراع الدوله الاعلامي فيجري وصمها بغير حق بالتخلف وتحقيق الخسائر, ومن ثم ضروره التخلص منها..!
ويجب الا ننسي في خضم حماسه البعض لفكره الخصخصه ان مظاهر الفوضي السائده حاليا في الاعلام الخاص سوف تزداد ضراوتها في حال اختفاء الصحافه القوميه او تعمد اضعافها, والخطوره ان هذه الفوضي لن تجد من يتصدي لها وسوف تنتقل حتما الي الشارع وفق النظريه الامريكيه الحديثه في الفوضي الخلاقه.
سيقول احدهم ان الديمقراطيات العريقه لا تعرف نمط الصحافه القوميه.. وهذا صحيح, ولكننا في مصر لا نزال في مرحله الديمقراطيه الناشئه حيث الطريق طويل امام تكوين قيم اعلاميه جديده قادره علي المزج بين الحق المطلق في المعرفه والنشر وبين المسئوليه القوميه والمجتمعيه التي تشكل في النهايه الادراك الحقيقي لمفهوم الامن القومي.. وفي مرحله مفصليه كهذه لا تستطيع الدوله ان تمارس ترف اضعاف او تصفيه الصحافه القوميه..!
واستكمالا لحديث الاسبوع الماضي لابد من الاشاره الي ا ن الانشطه السياسيه والتحركات الدبلوماسيه التي تعبر عن المصالح العليا للوطن, غالبا ما تاتي في ذيل قائمه اهتمامات الصحافه والاعلام الخاص والحزبي سواء بسواء, وكان كل ما يصدر عن الدوله المصريه والنظام السياسي هو من المكروهات التي لا يجب الاقتراب منها.. وفي ذلك لابد من التاكيد علي ان ابراز الصحافه القوميه لانشطه الدوله المصريه هو دور وشرف قومي من الصعب الاستغناء عنه.
ولعله كان من اللافت للنظر ان مشاركه الرئيس مبارك في قمه الاتحاد الافريقي باكرا لم يرد لها ذكر ولو بحرف واحد في اربع صحف يوميه منها صحيفتان حزبيتان وصحيفتان مستقلتان, ولسنا في حاجه الي تاكيد الاهميه القصوي لهذه المشاركه الرئاسيه في اعاده مصر الي دورها الطبيعي في القاره السمراء, بعد طول غياب وبعد زياره خاطفه قام بها ا لرئيس الغاني جون كوفور للقاهره خصيصا لكي يسلم الدعوه للرئيس مبارك لحضور هذه القمه في دعوه صريحه الي مصر كي تعود الي سابق عهدها في افريقيا, وكذلك اعترافا باهميه الدور المصري في افريقيا لمواجهه عصر التحديات الكبري.. فهل غابت هذه الرويه عن هذه الصحف التي تجاهلت الحدث؟ ام ان الامر لا يهمها من قريب او بعيد؟. ام انها تدرك ان الصحافه القوميه ستقوم بدورها في هذا المجال؟.. واذا كان هذا الافتراض الاخير هو الاقرب الي الصحه, فلماذا ينكرون علي الصحافه القوميه ان تقوم بواجبها؟!
ضمن ما تلقيت من تعليقات علي مقال الاسبوع الماضي, رساله من المعارض انور عصمت السادات نائب رئيس حزب ا لجبهه الديمقراطيه, قال فيها: مقالكم اليوم ب الاهرام عن الصحافه القوميه يفتح بابا مهما للحوار حول الدور ا لذي يجب ان يقوم به الاعلام القومي نحو الاحداث اللحظيه, وضروره توضيح الصوره اولا باول حتي لا تقع تحت طائله اشباه الصحفيين.. انتهي كلام السادات, وهذا بالضبط ما اريد ان اتحدث عنه.. وللحديث بقيه
0 comments :
إرسال تعليق