دولة فلسطين..60 عاما في الوهم

المصريون

أنور عصمت السادات

اقتربنا من ذكري مرور ستين عاما علي وجود دولة إسرائيل علي ارض فلسطين العربية .. وعلي ما أطلقنا عليه ( اغتصاب الأرض ) وكأننا كنا مغيبين وتم اغتصاب شقيقة لنا تدعي فلسطين .. !

وتلك الأعوام لم تعلمنا شيئا ولم نخرج منها برؤية واضحة لمشكلة تربيت عليها أجيال من الحكام . ..ومن الشعوب العربية في أوهام عبارات الانتصار و الاستقلال والحرية طوال 60 عاما .

واليوم نري العجب في فلسطين ... وهو ترك القضية الاساسية لها والتخبط في تحديد الأولويات وفي الاحتياجات ...فلسطين ما بين الرغبة في الاعتراف الدولي بها وما بين حب الامتلاك الفردي للسلطة ؟؟؟

فلسطين ما بين شباب ضائع ... وشيوخ فقدوا الوطنية

فلسطين ما بين قضايا الانتماء وقضايا الهجرة

فلسطين ما بين أن تكون أو لا تكون ... فلسطين ما بين الوجود أو العدم

لقد آن الأوان لإعادة النظر في تصنيف القضية التاريخية الفلسطينية ، بعد بلوغها عامها الستين ولنفصل بين مشكلة وقضية فلسطين وقضايا الدول العربية وتعاملها مع العالم المتحضر الذي مل من تلك القضية ..

كفانا شعارات الوطنية وكفانا الصياح العالي بلغة لا يفهمها العالم المتحضر .. ولا يريد أحد ان يعيرها التفاتا .. فهي بالنسبة له مضيعة للوقت والجهد وبلادهم أولي بهذا الوقت والجهد ..

في 60 عاما ظهرت دول جديدة ، واختفت دول ... ونشأت أيدلوجيات جديدة بفكر جديد .. واتحدت دول وقارات مع بعضها لتشكل قوي كبيرة متفقة علي مبادئ ... وفلسطين كما هي تبحث عن الهوية وتبحث عن وجود وهمي !!!

ستون عاما لم تتقدم دولة او شعب فلسطين خطوة للأمام سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا ..

ستون عاما مرت علي الأسر الفلسطينية التي تتباهي بأنهم صامدون أمام العدو الإسرائيلي .. بتقديم شهداء من خيرة شبابهم وأبنائهم وإسرائيل تتقدم خطوات وخطوات والفلسطينيون يتراجعون للوراء ..

في الماضي رفضوا حلولا للوجود الدولي لدولتهم الوليدة التي أعلنوا قيامها .. واعتبرت تلك الحلول خيانة .. واليوم تحلم بجزء من تلك الحلول المرفوضة ولا تستطيع الوصول حتي لمجرد فتح حوار في هذا الشأن ..

نحن كعرب فقدنا الرؤية واختفت من أمامنا علامات الطريق ؟ وأصبحنا لا نميز بين الأحلام والواقع ؟وهل نحن كعرب علي استعداد ان نتداول قضية فلسطين لعشرات من السنوات القادمة نستجدي فيها العالم ان يساعدها لعبور محنة الوجود بين دول قفزت للأمام ولم تلتفت للخلف وللهراء والأوهام ؟؟

والفلسطينيون نسوا أنفسهم كدولة ونظروا للمكاسب الشخصية الفردية ؟؟

قلبي معهم وبلدي مفتوحة لهم لتبادل الأفكار والأحلام .. مهما كانت مشاكلنا .. ومهما كانت معاناتنا الاقتصادية ... فمصر هي الأخ الأكبر لكل العرب ...


asadat@link.net

0 comments :

إرسال تعليق