الوقت
القاهرة - كارم يحيى
انتزع ليبراليون مصريون شرعية حزب جديد يضم شخصيات بارزة، يتقدمها وكيلا المؤسسين الدكتور ‘’أسامة الغزالي حرب’’ رئيس تحرير فصلية ‘’السياسة الدولية’’ بمؤسسة الأهرام وعضو مجلس الشورى والدكتور ‘’يحيى الجمل’’ وزير العدل الأسبق. و’’الجبهة الديمقراطية’’ هو ثالث وأحدث حزب ينادي بالليبرالية في مصر بعد حزبي ‘’الوفد’’ و’’الغد’’، .أما ‘’الغزالي’’ فقد استقال استقالة مدوية مثيرة من الحزب الحاكم ولجنة السياسات (يرأسها جمال مبارك) قبل نحو العامين مطالبا بإصلاح ديمقراطي حقيقي ومنتقدا الاستبداد والفساد والتوريث.
وقال حرب لـ’’الوقت’’ أن مؤسسي الحزب يعتزمون الاجتماع الشهر المقبل لوضع ترتيبات المرحلة الانتقالية إلى حين عقد مؤتمر عام ينتخب قيادة الحزب وتشكيلاته القيادية. وأضاف للحزب الآن نائب واحد في مجلس الشعب هو ‘’محمد أنور عصمت السادات’’ (كان مستقلا بالأصل)، فضلا عن نائبه الوحيد في الشورى (حرب نفسه)، لكن وكيل مؤسسي الحزب الجديد لم يستبعد انضمام أربعة أو خمسة نواب لاحقا. وتعد موافقة لجنة الأحزاب أمس على الترخيص للحزب الجديد تطورا لافتا حيث اعتادت اللجنة شبه الإدارية اعتراض أي حزب يحمل ملامح جادة متميزة سواء بشخصيات مؤسسيه أو توجهه السياسي. ويجاهد غير حزب تحت التأسيس منذ سنوات تتجاوز في حالات 11 سنة طلبا للشرعية أمام لجنة الأحزاب، ومن بين أبرزها: ‘’الوسط’’ الإسلامي و’’الكرامة’’ الناصري.
وقد استقبل مراقبون الموافقة على الحزب الجديد بترحاب وسرت في صفوف مؤسسي أحزاب لا تزال تحت التأسيس نبرة تفاؤل. وذهب مراقبون إلى القول بان انضمام مصر إلى مجلس الأمم المتحدة لحقوق الانسان يتطلب خطوات ولو محدودة لفتح ثغرة في حالة ‘’الانسداد السياسي’’ التي تعيشها مصر منذ سنوات، وقد استحكمت مع التعديلات الدستورية الأخيرة.
و في تصريحاته لـ ‘’الوقت’’ فور إعلان موافقة لجنة الأحزاب، قال حرب ان اللجنة وافقت على طلب تأسيس الحزب في آخر ثانية’’، مشيرا إلى انتهاء مهلة الثلاثة أشهر المحددة قانونا اليوم (الجمعة).
وأكد ان الموافقة تعد بحق سابقة أولى في تاريخ اللجنة نظرا لجدية الحزب ومؤسسيه، لكنه فسر السابقة بان ‘’الجبهة الديمقراطية’’ تقدمت بنحو 1700 مؤسس دفعة واحدة وبينهم رموز مجتمع لم يعرف عنهم احتراف السياسة (من بينهم: الكاتب الدرامي أسامة أنور عكاشة.. والعالم مصطفى طلبه .. وأستاذ الطب البارز محمد غنيم).
وأشار حرب كذلك إلى متغيرات ومستجدات تدفع الدولة المصرية إلى التعامل بحرص اكبر مع المسألة الديمقراطية، ومن بينها الانضمام إلى مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، كما تمنى ان يكون الترخيص لحزبه مؤشرا على الموافقة لمزيد من الأحزاب التي لا تزال محجوبة عن الشرعية. وقال حرب:’’نرى ان مسألة بناء الديمقراطية في مصر والمنطقة العربية أصبحت قضية حياة أو موت، وهي مفتاح الحل قبل التطرق إلى ايه مشكلات أخرى مجتمعية أو ثقافية’’. وأضاف ‘’مهمة (الجبهة الديمقراطية) بما يتوافر لها من برامج وخبرات وشخصيات هي ان تقدم لمصر والمنطقة نموذجا لبناء مؤسسة ديمقراطية في حقل العمل السياسي’’.
0 comments :
إرسال تعليق