اشتباكات عنيفة في مجلس الشعب خلال مناقشة أحداث الأزهر

المصرى اليوم

محمد أبوزيد

شهد الاجتماع المشترك للجنتي التعليم والدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب مساء أمس الأول، والذي كان مخصصاً لمناقشة أحداث جامعة الأزهر - اشتباكات كلامية ساخنة بين نواب جماعة الإخوان المسلمين وبين كل من نواب الوطني والدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر، الذي تلقي الاتهامات من الجانبين، وأثار غضب النواب الذين طالبوا بإخراجه من الجلسة.

واندلعت الملاسنات العنيفة بين نواب الجماعة ونائب رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي اللواء محمد عبدالفتاح عمر، حين ذكر عبارة «التنظيم السري للإخوان»، حيث اعترض نواب الإخوان وقاطعوه وطلبوا حذف العبارة من المضبطة، وحينما أصر نائب الوطني علي موقفه، صاح نواب الإخوان: «إنت نائب التعذيب وإنت صاحب التاريخ السري في تعذيب المصريين وليس الإخوان»، وحاول الدكتور عبدالأحد جمال الدين زعيم الأغلبية في مجلس الشعب، احتواء الموقف المحتدم بين نواب الوطني الذين اعترضوا علي موقف نواب الإخوان المقاطع لكلمة عبدالفتاح عمر وبين نواب الإخوان الذين أصروا علي حذف كلمة التنظيم سري من المضبطة، وبعد هدوء نسبي في الاجتماع، عادت الاشتباكات الكلامية مجدداً حينما قال محمد عبدالفتاح عمر: «إن جماعة الإخوان جماعة إرهابية منذ نشأتها عام ١٩٢٨»، فقاطعه النائب سعد الحسيني قائلاً: «إنت اللي مجرم تعذيب يا محمد عبدالفتاح عمر، وتاريخك أسود ومعروف»، وقال النائب حسين إبراهيم: «إنت نائب تعذيب وتحتل المركز الأول في قائمة المتهمين في قضية التعذيب الشهيرة».

وأكمل محمد عبدالفتاح عمر كلمته قائلاً: «إن اعتذار طلاب الإخوان مرفوض، واعتذارهم لا يكفي، لأن ما فعلوه هو محاولة لقلب نظام الحكم».

من جانبه، طالب الدكتور عبدالأحد جمال الدين بأن يتم معالجة هذه الموضوعات الحساسة بنغمة هادئة، وقال: «لا نقبل أي مبررات للعبث بالجامعة، فالجامعة مكان للعلم، ولا يقبل أن تشجع الطلاب في الخروج علي النظام».

وقال النائب أنور عصمت السادات: «الكل يتفق علي أن ما حدث في جامعة الأزهر أثار الخوف والقلق في نفوسنا جميعاً، ولقد اعتذر نواب الإخوان عما حدث في جامعة الأزهر، والمهم هو أن نسأل أنفسنا: لماذا حدث ذلك؟»، وأضاف السادات: «لا يجوز أن نظل نصرخ قائلين إرهاب الإخوان واستبداد الإخوان، وماذا عن استبداد الدولة؟»

من جانبه، تساءل الشيخ ماهر عقل النائب الإخواني: لماذا قبلت الدولة اعتذار فاروق حسني وزير الثقافة، ولا تقبل اعتذار طلبة الإخوان وتريد أن تذبحهم؟

وأضاف عقل: إن مصر حاورت إسرائيل وفرعون حاور موسي، فلماذا لا نتحاور؟

وبدوره، عقب الشيخ سيد عسكر قائلاً: لماذا نكيل بمكيالين؟ ولماذا نفرق بين من يعتذر ويقبل اعتذاره، وبين من يعتذر ولا يقبل اعتذاره؟ وحذر عسكر من معاملة الشباب بالشدة والعنف، لأن ذلك سيجلب المزيد من الخراب والدمار، وأضاف: «أنتم تقولون إن الجامعة مكان للعلم فقط ولا يجب أن يكون بها سياسة، إذن أين سنربي الكوادر السياسية التي ستقود الأمة؟ ولماذا تمنعون السياسة وتسمحون بالحفلات الماجنة داخل الجامعة، وآخرها ما حدث في جامعة المنصورة حينما استضافت مطربا يغني «بحبك يا حمار»، وعقب الدكتور مفيد شهاب علي هذه النقطة بقوله: إن ما حدث في جامعة المنصورة أمر مرفوض، كما أن الطلاب يجب أن يمارسوا السياسة، ولكن بعيداً عن الأحزاب والقوي الخارجية، ولا مانع من الاهتمام بقضاياهم القومية ولكن بعيداً عن الحزبية، وبالنسبة لعدم قبول اعتذار طلاب الإخوان وقبول اعتذار فاروق حسني، قال شهاب: إن الموقفين لا يتساويان، فما فعله طلاب الإخوان أمر خطير ولا يجوز أن نساويه مع أي شيء آخر.

وأشار شهاب إلي أن الرأي العام يري أن الدولة منعت العمل الحزبي داخل الجامعة، وكانت النتيجة أنه لم يعد هناك أحزاب داخل الجامعة، وكان ذلك في صالح الإخوان الذين سيطروا علي الجامعات، وحدث سجال بين الدكتور مفيد شهاب وبين نواب الإخوان حينما أكد شهاب أن الإخوان جماعة محظورة بحكم القانون، وأن مجلس الشعب يتعامل مع نوابها علي أنهم نواب مستقلون.

وقال النائب أحمد أبوبركة: لا يمكننا أن نفصل بين ما حدث في جامعة الأزهر وبين ما يحدث خارج الجامعة من حالة احتقان تسود جميع الأوساط، وحالة توحش أمني وصلت إلي درجة ضرب الطالبات بالشلاليت.

وأضاف أبوبركة: حينما تظاهر الشباب الأقباط داخل الكاتدرائية بالعباسية واعتدوا علي الأمن وكسروا وحطموا، ثم تدخل الرئيس للعفو عنهم، فلماذا لا يتدخل الرئيس للعفو عن طلاب جامعة الأزهر حفاظاً علي مستقبلهم.

وتدخل الدكتور مفيد شهاب مرة أخري في الحديث قائلاً: القضية ليست قضية طلاب، ولو كانت قضية طلاب لانتهت داخل الجامعة، ولكن القضية فيمن حرضهم من الخارج.

وحينما تحدث الدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر قائلاً: إن الجو الموجود داخل مجلس الشعب لا يساعد علي التركيز، ويبعثر الأفكار ويخلط الأوراق بسبب المناوشات المستمرة بين المعارضة والوطني، قاطعه النائب المستقل سعد عبود قائلاً: أنت لم تأت هنا لترشدنا ولا يجوز لك أن توجه حديثك لنا بهذه الطريقة. وتضامن نواب الإخوان وبعض نواب الوطني مع ما قاله سعد عبود.

وعندما حاول الدكتور أحمد الطيب تهدئة الموقف بقوله إنه من حقه أن يتحدث بحرية داخل مجلس الشعب، ووجه حديثه للنواب قائلاً: أنتم أخذتم الفرصة في الكلام وظللتم تصرخون لمدة ساعة كاملة.

وهنا صاح النواب معترضين علي كلام الطيب وطالب بعضهم بإخراجه من مجلس الشعب لأنه أهان النواب، وتدخل الدكتور مفيد شهاب لاحتواء الأزمة، وأكمل الطيب حديثه وأكد أنه كان يتعامل مع الطلاب بمنطق الأبوة، وكان يطلب منهم دائماً المشي جنب الحيط والبعد عن المغامرات والقوي الخارجية، وأشار إلي أن الطلاب كادوا أن يصابوا بالشيزوفرينيا، فبعد أن يقتنعوا بكلامه، تأتي مكالمات الموبايل فتغير لهم ما برؤوسهم. وأكد الطيب أنه لم يحدث اعتداء علي أي طالبة بالشلوت كما يردد البعض، وأنه واجه هذه الطالبة وقال لها: لو اعتدي عليك ضابط بالشلوت فلن أتركه إلا وراء الشمس،

وإلا فسوف أستقيل، أما إذا لم يثبت صدق كلامك فليس أمامي إلا الفصل. وأكمل الطيب: حينما قلت للفتاة ذلك تراجعت وأنكرت الواقعة، وطلبت اعتذار حرس الجامعة، وبالفعل اعتذر رئيس حرس الجامعة، وأشار الطيب إلي أنه حينما تم القبض علي بعض طلاب الإخوان من جامعة الأزهر، اتصل بالمستشار ماهر عبدالواحد النائب العام السابق، وطلب الإفراج عنهم، وهو ما حدث بالفعل، وقال الطيب: أنا أخاف علي الطلاب أكثر من أي واحد.

0 comments :

إرسال تعليق