حرية التعبير ... تهمة!

الحياة

أنور عصمت السادات

غالباً ما كان مجلس الشعب المصري، بأعضائه الذين يمثلون كل فئات الشعب، صوتاً مسموعاً وحساً وطنياً صادقاً يعبّر عما في صدور أبناء الشعب. وغالباً ما كان هذا الصوت عالياً ومسموعاً وله وقع قوي وتأثيرات مستقبلية على الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في مصر. والأزمات والقضايا الوطنية التي يتداولها أعضاء مجلس الشعب توفر فكراً ورأياً صادقاً، وقانوناً ينصف المظلومين ويرد الحقوق الى أصحابها، حتى وإن طال انتظارها.

ونحن اليوم في صدد واحدة من تلك القضايا والأزمات التي تحتاج منا الى اتخاذ موقف يسمو فوق الانتماءات الحزبية والكيانات السياسية، وهي قضية النائب طلعت السادات، والموافقة على وقف عضويته في مجلس الشعب، بعدما دانته المحكمة العسكرية بإهانة القوات المسلحة، خلال حديث تلفزيوني في ذكرى اغتيال الرئيس أنور السادات. علماً ان للنائب طلعت السادات قيمة وطنية ترفعه فوق مستوى تلك الاتهامات. فهذا الرجل ظاهرة شعبية ووطنية لا تستبدل بقرار. وسيحسب لهذا الجيل من أعضاء المجلس الموقر انه وقف صامداً في مواجهة التدخلات الخارجية للنيل من أحد أعضائه، والذي جاء الى المجلس بإرادة شعبية كاسحة. وإذا كان التيار واتجاه الموج شديداً وعالياً، فلنقفز فوقه ولا ننساق وراءه... وليكن رفضنا او امتناعنا عن التصويت رسالة الى الشعب كله ان مجلسنا يحمي ويحافظ على كرامة أعضائه بالحق والعدل.


(عضو في مجلس الشعب المصري)

0 comments :

إرسال تعليق