يا للأسف!!

المصرى اليوم

سليمان جودة

النائب «أنور عصمت السادات»، أرسل يقول: في عامود «أصل التهمة»، تناولتم صحافة الحكومة، وجنايتها علي «جمال مبارك»، لأنها كانت هي التي خلقت مصطلح التوريث علي حد تعبير الدكتور محمد كمال، في حديثه لـ«المصري اليوم».. وكان ذلك من خلال مبالغاتها في تغطية نشاط أمين لجنة السياسات.. ويبدو أنه لا مفر من فتح ملف أخطاء وخطايا صحافة الحكومة.. فهناك فارق كبير بين الصحافة القومية، وبين الصحافة الحكومية، وهو نفسه الفارق الذي يغريها بفتح ملفات، وخلق أو اختلاق قضايا لصالح الحكومة، ولمصالح تكاد تكون شخصية، أمام الشعب الذي «يقرأ» ويتابع جيداً.. تلك هي صحافة الحكومة، والأفضل أن نطلق عليها «منشورات» الحكومة.. لأنها ليست صحافة أصلاً!

أما الدكتور كمال متولي، فقد أرسل يقول:

أستمتع بما يدور بينك وبين الدكتور حسن نافعة من حوار حول قضية قومية هي التعليم، وأخشي أن تكون قد اختزلتها في المجانية.

التعلم حق، والتعليم حق والتزام نبدأ بالنظر إليه من زاوية الهدف الموضوع في ضوء معطيات العصر ومستوياته في الدول الأخري، لنصل به علي الأقل إلي مستواه في النصف الأول من القرن الماضي، وقد كانت درجاته العلمية موضع احترام وتقدير في مؤسسات العالم المتقدم العلمية.

والخطوة التالية هي: البحث في المناهج التي تحقق هذا الهدف.. ثم النقطة الثالثة: هي التكلفة الفعلية لهذه المناهج.. والنقطة الرابعة هي الإمكانات المتاحة في الدولة لتغطية التكلفة الفعلية لعدد من طلاب العلم في أفرعه المختلفة.. أما النقطة الخامسة فهي: تحديد الشروط العلمية الواجب تحققها عند طالب العلم حتي تحمل عنه الدولة عبء التكلفة الفعلية للتعلم وشروط استمرارها أو انقضائها، أياً كانت قدراته المادية، فليس عقاباً له أنه مقتدر!!! فمكافأة المتفوق حق أصيل له لا نملك أن نحرمه منه.. بهذه المنظومة ينقطع النواح علي مستوي التعليم، وينقطع النواح علي أموال أهدرت في منح مجانية لمن لا يستحقها..

والدكتور محمود عمارة، أرسل يقول: ليس صحيحاً أنني سافرت إلي إسرائيل بصفتي رجل أعمال، كما ذكرت أنت في مقالك عن فريدة الشوباشي، فالصحيح أنني ذهبت إلي هناك سائحاً، وكنت أريد أن أري عن قرب، ملامح هذه الدولة الدخيلة علي المنطقة، والتي تبدو علي الخريطة، قليلة الشأن جداً، إلي الدرجة التي يتصور معها المرء أنه يستطيع أن يفعصها بإصبعه.. وحين زرتها، وكان ذلك عام ٨٤، اكتشفت أنها ليست قوية، بقدر ما نحن ضعفاء.. فقوتها ليست ذاتية، ولا مطلقة، وإنما نابعة من ضعفنا، لا أكثر.. وربما لهذا السبب تسعي هي إلي تكريسه واستمراره، بأي طريقة!

أما الدكتور أحمد أبوالفتوح، فقد أرسل يقول: أخالفك الرأي تماماً، في وقوفك إلي جوار الوزير ممدوح مرعي، وهو يطلب من بعض القضاة، وضع المتهم، أثناء نظر القضية، خارج القفص، فهذا الطلب من الوزير، إذا كان ظاهره الرحمة، فإن باطنه العذاب.. وإذا أغرانا الظاهر، ومضينا وراءه، فسوف يأتي يوم تكون طلبات الوزير ظاهرها العذاب، وباطنها أيضاً.. فكفانا حسن نية، فيمن هم ليسوا كذلك،.. وأظن أن المستشار زكريا عبدالعزيز، رئيس نادي القضاة، كان فطناً، حين استوعب اللعبة، من بدايتها، فرفضها، وحسناً فعل!!

والسفير رخا أحمد حسين، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، غاضب مني جداً، لأنني اجتزأت جانباً من رسالة سابقة له عن قناة السويس، تحت ضغط المساحة، وهو يري أن الاجتزاء قد أخلَّ بالمعني الذي أراده، ويتوعدني بأن هذه آخر مرة يعلِّق فيها علي أشياء أكتبها، ويختم رسالته الساخطة فيقول: ياللأسف!!

وإذا كان النشر، قد أخل برسالة السفير رخا، فهو أمر ليس مقصوداً مني، بطبيعة الحال، وكل ما في الموضوع، أن السفير كان قد قال في سياق كلامه، إن تأميم قناة السويس، كان قراراً عظيماً، في سياق قرارات أخري عظيمة، في بلاد أخري، خصخصت مشروعات قومية كبري، وكان لها عائد عظيم في بلادها، فسألته أنا من ناحيتي عن العائد الذي يراه لخصخصة الصحافة القومية، بعد التأميم بخمس سنوات، وهو سؤال أغضبه جداً، مع أنه مشروع جداً.. ورجائي أن يعود إلي قراءة رسالة النائب المستقل أنورعصمت السادات، عن أخطاء وخطايا صحافة الحكومة، فهي أخطاء نجمت عن التأميم، دون شك، وتستوجب المحاكمة، فضلاً عن المساءلة.. حتي لا نظل نأسف طول الوقت، ثم لا نذهب لشيء أبعد من الأسف!!

0 comments :

إرسال تعليق