العيون علينا


عيون الدنيا مفتوحة علينا .. بعد تلك الطفرة التكنولوجية في الاتصالات .. أصبحت شعوب الدنيا كلها .. تري الاخر .. من أقصي شمال الكرة الأرضية حيث الجليد يغطي اليابسة ..حتي أقصي جنوب العالم .. من الشرق الاقصي -بمشاكله .. وحتي أقصي الغرب .. الدنيا أصبحت تعيش الحدث في وقته .. وتنفعل معه وتأخذ منه وتعطي .. تأخذ فكرا وتعطي رأيا .. وبينهما عبر وعظات ودروس .. دروس تعليمية واقعية .. في علوم الاجتماع والثقافة .. وفي الاقتصاد الدولي ومستوي المعيشة علي مختلف بقاع الأرض .. وفي السياسة .. تلك السياسة التي تحرك المجتمع كله نحو الرؤيا المستقبلية لتلك المعيشة والاقتصاد ..
لذا كانت هناك كثيرا من المنظمات الدولية الغير حكومية تم تأسيسها للمراقبة الديمقراطية وللحفاظ علي حقوق الإنسان وحرياته .. وبعيدا عن سيطرة ونظام الدول .. تلك المنظمات لها أنشطة معترف بها من أكثر الدول تقدما والتي تدعي انها لها السبق في مجال حقوق الإنسان ولها قدرة اقتصادية عالية تستطيع ان تحافظ علي هذه الكيانات ..

ومصر ليست ببعيد عن تلك العيون وليست ببعيدة عن ممارسة حقوقها المدنية .. برعاية من الحكومة او بدون رعايتها ا .. تم تأسيس العديد من تلك المنظمات الغير حكومية ..
وتكوين مجموعات .. وتكتلات الحقوق الإنسانية تحت المسميات المختلفة تمت بالفعل في مصر .
. وسط صراع من المنتقدين لقيامها .. وبين أصحاب الفكر الرجعي .. الذي لا يعترف بوجود تلك العيون المفتوحة عليه ... ويعيش وهم وسراب الأيام الخالية .. من الفكر الاشتراكي والحكم الشمولي .. وبلد الحزب الأوحد ..
تكوين تلك المنظمات الغير حكومية في مصر في طورها الاول .. وفي بدايات الطريق للتماشي مع النداءات الدولية الداعية لحقوق الإنسان وممارسة الديمقراطية في أسلوب حياتها اليومية ..
هذه المنظمات تحتاج الي كثيرا من الدعم الفكري والمادي وتنقية أعضائها من النظرة المحدودة في الأهداف والمستقبل وبعض السلبيات .. .
. ولتحقيق التقدم في هذا كان لابد لها ان تنخرط في العمل السياسي وتتفاعل وتتداخل مع المنظمات العالمية الاخري بالمشاركة في ندواتها مؤتمراتها
أصحاب الفكر .. والرأي وأعضائها بمصر ليسو كلهم أغنياء ليقوموا بتك الجولات والسفر للخارج .. فالغالبية العظمي منهم دون الحد الادني في مستوي المعيشة التي تسمح لهم بتحمل تكاليف السفر وتبعاته.. وبالتالي كانت هناك بعض الاعتراضات علي سفر السيد/ جمال مبارك لأمريكا .. وهذا حقه لا ننكره ( بصفته مسئولا حزبيا ).. - ولكن اذا كان هذا حقه وقدره .. فماذا عن مسموحات الآخرين المماثلين له في الأحزاب الاخري والمنظمات الغير حكومية في مصر ؟؟
لماذا يتم محاسبتهم اذا التقوا بالآخرين ؟ .. ولماذا يعاتبوا اذا تلقوا بعض الدعم المادي من الخارج .. علما بأن عيون الدنيا مفتوحة وتستطيع ان تميز مصادر ومنابع الدعم وكينونته .. ومجالات الإنفاق .. والذي هو ضرورة حتمية لاستمرار العملية الإصلاحية في مجال حقوق الإنسان في مصر ..
يجب ان ننحي جانبا كل الاتهامات والشكوك التي يتراشق بها الأصدقاء والمنافسين .. وننفتح علي الآخر لنتعرف عن قرب للأفكار والمقترحات .. فهذا سبيلنا لمعرفة الواقع وأيضا طريقنا في مستقبل أفضل للأجيال القادمة ..



أنور عصمت السادات

0 comments :

إرسال تعليق